الدكتورة سمية بن عمر… أيقونة الموضة المستدامة في العالم العربي

في زمن تتسارع فيه التحديات البيئية ويزداد فيه البحث عن بدائل أكثر مسؤولية، تبرز الدكتورة سمية بن عمر كإحدى الشخصيات العربية الرائدة التي جمعت بين الإبداع في عالم الموضة والالتزام العميق بالاستدامة. بفضل رؤيتها الشمولية، استطاعت سمية أن تحوّل شغفها بالتصميم إلى رسالة عالمية تدعو إلى حماية البيئة وتعزيز القيم الاجتماعية في قطاع الأزياء.
بداية من أبوظبي… انطلاقة نحو العالمية
في 25 أغسطس، شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي انطلاق النسخة الأولى من “International Sustainable Fashion Runway”، الحدث الذي أطلقته وتشرف عليه الدكتورة سمية بن عمر. وقد حضر الافتتاح سمو الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان إلى جانب نخبة من الشخصيات المؤثرة في مجالات الموضة والاستدامة والفن.
هذا الحدث لم يكن مجرد عرض أزياء تقليدي، بل منصة مبتكرة جمعت الفن والموضة والوعي البيئي. شارك فيه مصممون محليون ودوليون قدّموا أعمالًا صُمّمت خصيصًا من خامات صديقة للبيئة، في خطوة تعبّر عن نقلة نوعية في صناعة الأزياء بالمنطقة العربية.
فلسفة الاستدامة
تؤمن الدكتورة سمية بن عمر بأن الاستدامة لم تعد ترفًا أو خيارًا إضافيًا، بل أصبحت ضرورة حياتية، خاصة في القطاعات الأكثر تأثيرًا مثل الموضة. وخلال كلمتها في الحدث قالت:
> “الاستدامة ليست خيارًا، بل ضرورة. ومن خلال هذا العرض، نُبرز كيف يمكن للموضة أن تعكس قيمًا بيئية واجتماعية دون أن تفقد جمالها أو تأثيرها.”
هذا الموقف الجريء يعكس فلسفة سمية بن عمر التي تدعو إلى تحويل صناعة الموضة من مجرد إنتاج وتصميم إلى ثقافة واعية ومسؤولة تعكس قيم المجتمع وتحترم البيئة.
بناء منصة مستدامة
لا تكتفي سمية بن عمر بالعمل على تنظيم حدث واحد، بل تخطط لتحويل “International Sustainable Fashion Runway” إلى منصة سنوية دولية تجمع صناع القرار والمصممين والمبدعين من أنحاء العالم. هذه المنصة ستضم عروض أزياء، ورش عمل تدريبية، وجلسات حوارية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول أحدث الابتكارات في مجال الأزياء المستدامة.
بهذه الخطوة، تسعى الدكتورة سمية إلى تأسيس شبكة عالمية تُمكّن المصممين الشباب والناشئين من المشاركة في صياغة مستقبل صناعة الأزياء في المنطقة والعالم، مع التركيز على القيمة المضافة البيئية والاجتماعية لكل تصميم.
تأثير يتجاوز الموضة
لم يقتصر تأثير سمية بن عمر على قطاع الأزياء فحسب، بل امتد إلى مجالات التوعية البيئية والمجتمعية، حيث تساهم في نشر ثقافة المسؤولية البيئية بين الشباب والنساء، وتُبرز أهمية الابتكار الأخضر في جميع جوانب الحياة.
بفضل جهودها، أصبحت سمية بن عمر قدوة ملهمة للمرأة العربية، ومثالًا على كيفية الجمع بين النجاح الشخصي والالتزام المجتمعي. وقد حصدت إشادات واسعة من الإعلام العربي والدولي بوصفها وجهًا رياديًا يربط بين الموضة والقيم الإنسانية.
نحو مستقبل أكثر وعيًا
من خلال مشاريعها وخططها المستقبلية، تؤكد الدكتورة سمية بن عمر أن الجمال يمكن أن يقترن بالمسؤولية، وأن الموضة يمكن أن تتحول إلى قوة تغيير حقيقية في العالم العربي. رؤيتها هذه تفتح الباب أمام جيل جديد من المصممين والمبدعين لإعادة التفكير في علاقتهم بالبيئة، والعمل على تصميم منتجات تخدم الإنسان والكوكب معًا.